هيلا كاراسإدريس منصور الترجمة ضمن اللغة الواحدة بين الحقب الزمنية كفئة ذات صلة بدراسات الترجمة

ترجمة
الترجمة ضمن اللغة الواحدة بين الحقب الزمنية كفئة ذات صلة بدراسات الترجمة [Intralingual intertemporal translation as a relevant category in translation studies]

هيلا كاراسجامعة بار-إيلان
ترجمة إدريس منصور

تهدف هذه الورقة الى الدفاع عن الترجمة ضمن اللغة الواحدة بين الحقب الزمنية كفئة منفصلة في حقل دراسات الترجمة. ليس لهذا النوع من الترجمة خصائص وسلوكيات مشتركة فحسب، بل أن خصائص تلك الترجمة المميزة تحديدا تجعلها مفتاحا لفهم الترجمة التقليدية. يشكل نوعين بارزين من الأمثلة دليلاً واضحاً على أهمية هذه الترجمة وهي ترجمة من الفرنسية القديمة إلى الفرنسية الوسطى والفرنسية الحديثة، وترجمة عبرية حديثة للعهد القديم، كتبت في الأصل باللغة العبرية التوراتية والنقاش العام الذي داربعد نشرتلك الترجمة.

الكلمات المفتاحية:
  • الترجمة ضمن اللغة الواحدة,
  • تاريخي,
  • بين الحقب الزمنية,
  • الطراز البدائي,
  • الاستمرارية اللغوية
جدول المحتويات

1.المقدمة

تهدف هذه الورقة الى البحث في الترجمة ضمن اللغة الواحدة بين الحقب التاريخية المختلفة باعتبارها نوعا منفصلا في مجال دراسات الترجمة. وتتناول الورقة فقط الترجمة بين مرحلتين زمنيتين في نفس اللغة فعلى ما يبدو أن هذه الترجمة لها خصائص وسلوكيات مشتركة، وبالتالي فإنه من الضروري بذل المزيد من الجهود لاستكشاف ما يميزهذه الترجمة كفئة منفصلة عن بقية انواع الترجمة. وتهدف هذه الورقة الى أهمية دراسة هذه الترجمة ، وأيضا تظهرالورقة الى أن خصائص هذه الترجمة تجعلها مفتاحًا لفهم الترجمة التقليدية.

تقدم الدراسة مجموعتين رئيستين من الأمثلة لتوضيح النقاش. المجموعة الاولى من الأمثلة تتكون من ترجمات من الفرنسية القديمة إلى الفرنسية المتوسطة والحديثة بناءً على جزء من دراسة المؤلفة لقصيدة اوكاسين و نيكوليت في القرن الثاني عشرأوالثالث عشر وترجماتها الى الفرنسية في القرن العشرين (2011 Karas) وتشمل المجموعة الثانية من الامثلة ترجمة عبرية حديثة للعهد القديم (2008 Ahuvia) كُتبت في الأصل باللغة العبرية التوراتية ويستعرض البحث أيضا الجدل والنقاش الذي دارحول نشر تلك الترجمة11.تستند التفاصيل حول هذه الترجمة على (Karas, 2016). كما سيتم استعراضه أدناه. قد تشكل الترجمة الفرنسية والترجمة العبرية أمثلة مفيدة لحالات معينة من الترجمة ضمن اللغة الواحدة عبر حقب تاريخية مختلفة ، بيد أن التعميمات لا يمكن استنتاجها بشكل مباشر وتلقائي وهذا هو بالضبط السبب في أن مناقشتنا أدناه تقترح فرضيات وليس قواعد ، ولذلك نقترح إجراء المزيد من الدراسات في هذا المجال.

تبدأهذه الدراسة بإلقاء نظرة عامة على أنواع مختلفة من الترجمة ضمن اللغة الواحدة مما يقود الى دراسة هذه الترجمة عبر الحقب الزمنية المختلفة في سياق أوسع وأشمل تتبعه دراسة الترجمة التاريخية في العديد من نظريات الترجمة وكذلك الأعمال البحثية التي تناولت هذه الظاهرة. ان القضية المطروحة في هذا البحث هي هل ينبغي اعتبار تلك الترجمة " ترجمة " أصلا اعتمادا على إطار توري لمفهوم الترجمة الافتراضي المرتبط بالطراز المبدئي حول النظرية المطبقة على الترجمة من قبل هلفرسون وايضاح ازدواجية الترجمة بين انواع الترجمة ضمن نفس اللغة وتبعاتها الثقافية من خلال نظرية ساكاي حول تأثير الترجمة على الأمة والهوية عن طريق دراسة أمثلة مختارة من الترجمة الفرنسية والعبرية المقدمة في هذه الورقة. يقترح هذا البحث وصفاً مبدئياً لظاهرة الترجمة بين الحقب التاريخية المختلفة ، ويقدم هذا البحث أيضا النتائج الأولية والفرضيات التي سيتم اختبارها في دراسات مستقبلية بما في ذلك نوع النصوص المعنية ، والظروف ووكلاء الترجمة ثم يناقش البحث الترجمة من وجهة نظرجمهورالثقافة الهدف باستخدام المصطلح المتمثل في "التبدل والتغيرالنسبي" لزمثر ومفاهيم "الفردية أوالذات" و"التشابه" لريكورإذ يستخدم كلاهما لإضافة الفروق الدقيقة إلى الإطار الذي اقترحه ساكاي. يقدم هذا البحث الفرضيات الناتجة على شكل مقترحات تتناول الميزات النصية والخصائص المشتركة للترجمة ضمن اللغة الواحدة بين الحقب التاريخية المختلفة والتي تأكد الحاجة إلى استقصاء موضوع البحث بشكل أعمق.

على الرغم من وجود دراسات واسعة النطاق تعالج حالة عدم الاستقرار في مفاهيم "اللغة" و"الترجمة" في دراسات الترجمة22.مناقشات اللغة، انظر Mounin (1963، 3–10)Catford , (3–1 ,1978 [1965]), Reiss and Vermeer, ([1984] 2013, 18–21) وغيرهم ولمناقشات الترجمة، انظرالقسم 2 ادناه (الترجمة ضمن اللغة الواحدة). ، إلا أن هذه المفاهيم هي غالبًا ما يتم تطبيقها عند تحليل الترجمة النموذجية وهذا في الواقع لا ينطبق على الترجمة ضمن اللغة الواحدة بين الحقب التاريخية المختلفة. تكمن أهمية مناقشة الترجمة ضمن اللغة الواحدة وبشكل منفصل في إعادة النظر في هذه المفاهيم وتأكيد عدم استقرارها.

2.الترجمة ضمن اللغة الواحدة

يعتبرمجال الترجمة ضمن اللغة الواحدة مجالاً متنوعا للغاية. هذا وتشمل الترجمة بين حقبتين زمنيتين الترجمة من لهجة خاصة إلى اللغة القياسية كما هو الحال في لهجة تواصل الخبراء مع الناس العاديين والترجمة ضمن اللهجات Denton) 2007) والترجمة ضمن اللهجات الاجتماعية مثل اللغة اليومية واللغة الرسمية أومن لغة البالغين إلى لغة الاطفال Zethsen) 2009) وأمثلة أخرى عديدة من الترجمة تنطوي على تغيير في نمط اللغة كما ذكرها (2005) Gottlieb والترجمة من نمط الكلام إلى نمط الكتابة (19, 2003 Petrilli)كما هو الحال في الترجمة للصم أو لأغراض تعليمية Caimi, 2006)) أو النقل الحرفي الذي ينطوي على تغيير في أبجدية اللغات باستخدام أنظمة أبجديات متعددة (مثل أبجدية اللغة البنجابية إذ تستخدم الحروف التي يستخدمها السيخ في كتابة البنجابية واللغة السنسكريتية والهندية والأردية).

وحسب ما جاء في Zethsen (801 , 2009) فإن كل إعادة ترجمة هي ترجمة ضمن لغة واحدة لأن "الترجمة من لغة الى نفس اللغة هي أمر جوهري في كل نص جديد". يبدو للمؤلف أن دور الترجمة ضمن اللغة الواحدة في كثير من الحالات النموذجية يعتمد على التعريف المستخدم وعلى الحالة المحددة فعلى سبيل المثال إذا كانت الترجمة تنطوي على تحليل ما وراء اللغة في اللغة الهدف يكون استخدام الترجمة ضمن اللغة الواحدة محتملا جدا. بالإضافة إلى ذلك، فإن إنتاج ترجمة جديدة ربما يشمل أوقد لايشمل استخدام أومناقشة أو مقارنة الترجمة السابقة لأن ذلك قد يؤثرعلى أهمية مكون الترجمة ضمن اللغة الواحدة في عملية الترجمة.33.تستخدم الترجمة ضمن اللغة الواحدة أحيانًا كمرحلة تحضيرية للترجمة بين اللغات، كما في المرجع التالي: http://​airy​-eel​.blogspot​.co​.il​/2008​/02​/intralingual​-translation​-aspart​-of​.html (Ilaria 2008) علاوة على ذلك، تحدث عملية إعادة الترجمة في بعض الأحيان نتيجة لتحديث نصوص قديمة ثقافيًا أو لغويًا.

تشمل نظرية Jakobson ([1959]2000) ثلاث فئات من الترجمة وهي "إعادة الصياغة"، أي إعادة صياغة رسالة معينة بنفس اللغة وهذا النوع من الترجمة يختلف عما يسميه جاكوبسون "الترجمة البحتة" فهنا يمكن أن تشمل "إعادة الصياغة" أي نوع من الترجمة ضمن اللغة الواحدة في حين أن مثاله يشيرأساسا إلى استخدام المرادفات وهو أقرب إلى استخدام قاموس أحادي اللغة منه الى الترجمة التاريخية ضمن اللغة الواحدة.

ومن المثير للاهتمام ، في حين أن Jakobson يعرف الترجمة باستخدام مصطلحات معينة مثل "إعادة الصياغة" و"التحويل" ويشير اليهما على أنهما ترجمة "ضمن اللغة الواحدة" و"ضمن الرموز اللغوية الواحدة" ، بيد انه يفشل في ترجمة مفهوم (ترجمة بين لغات مختلفة) ويعتبرذلك في نظر (, 2003 Petrilli18) "أمرا متناقضا، فالتقسيم الثلاثي للترجمة يعتبر حالة متناقضة محفوفة بالمشاكل". علاوة على ذلك، يجادل Theo Hermans (1996، الصفحة غير معروفة):

بأن إضافة المصطلح "بحتة" إلى […] أن النوعين الآخرين [هما] بطريقة ما أن الترجمة ليست "بحتة". وهذا وبكل تقدير يعني ان التعاريف الثلاثة تشمل العديد من أنواع الترجمة.

ولحل هذا التناقض، يشيرهيرمانز إلى أن جاكوبسون كتب مقالته "معتمدا على مجالين مختلفين على الأقل"، وهما السيميائية واللغويات من ناحية، والترجمة حيث يتم تفسيرها اجتماعيًا وإضفاء الطابع المؤسسي عليها، من ناحية أخرى. وبالتالي فإن تقسيم جاكوبسون ناتج عن تأثير خلفيته ومعرفته في علم الرموزعلى وصفه وترجمته (المرجع نفسه).

وقد كشفت البحوث عن أن الدراسات حول الترجمة ضمن اللغة الواحدة نادرة جدا بل وتحتل موقعا هامشيا. حيث أشارت دراسة مصغرة قامت بها ثلاث من المجلات الرائدة في الترجمة وعلى نطاق ضيق في الفترة ما بين 2008–2013 (Jacobi 2013) أشارت الى وجود مقالتين فقط تتناول الترجمة ضمن اللغة الواحدة ;2008 Ben Amor Ben Hamida) 2009 Zethse ).44.تم نشر مقال Zethsen لعام 2007 في TTR، وهي مجلة لم يتم تضمينها في الاستطلاع. غطى الاستطلاع مجلات Meta, Target and The Translator.

وفيما يتعلق بإيجاد الحلول في الترجمة، فإن ما توصل اليه Zethsen (809–808, 2009)هو كالاتي:

الفرق في طرق الترجمة بين الترجمة في اللغة الواحدة والترجمة بين اللغات هي مسألة تتعلق بالتحفيز وليس بالنوع. الحذف والإضافة وإعادة الصياغة وما إلى ذلك من طرق نراها في الترجمة في اللغة الواحدة هي أكثر تطرفًا من الطرق المتبعة في الترجمة البحتة

ومع ذلك، فإن الباحثة أعلاه تعترف بأنه قد تكون هناك فروق بين الترجمة في اللغة الواحدة والترجمة بين اللغات والتي ينبغي دراستها للوصول الى رؤية أفضل وأشمل في تعريف كلا النوعين من الترجمة. تهدف هذه الدراسة في الواقع الى إلقاء الضوء على فئة كاملة من الترجمة (كما يراها الباحثون) عن طريق دراسة الترجمة التاريخية ضمن اللغة الواحدة بما في ذلك ما يمكن أن يشار إليه بإسم "الترجمة البحتة"على وجه التحديد لأن بعض الظواهر قد تشكل دليلا أكثر وضوحا فيما يتعلق بهذا النوع من الترجمة.

3.الترجمة التاريخية ضمن اللغة الواحدة في الدراسات السابقة

يشيرمفهوم الترجمة التاريخية ضمن اللغة الواحدة والذي يشكل محورهذا البحث إلى الترجمة ضمن نفس اللغة بين الحقب التاريخية المختلفة أو (النصوص اللغوية états de langue) ويشمل ترجمة أو إعادة ترجمة للأعمال الكلاسيكية أوالمعتمدة مثل Chanson de Roland 55.للحصول على قائمة كاملة بالترجمةراجع http://​www​.arlima​.net​/qt​/roland​_chanson​_de​.html وأمثلة مشهورة تشمل:. (1921) Bédier ، وتشمل الترجمة التاريخية ضمن اللغة الواحدة ايضا أنواعا أخرى من الوثائق مثل السجلات والنصوص الطبية أوالمراسلات (مثل [Chartres 1949] Yves de Chartres).

وتجدرالإشارة هنا إلى أن التمييز بين المحور الجغرافي المتسم باللهجات والمحورالتاريخي يعتبر غير حقيقي إلى حد ما بالنسبة للترجمة ضمن اللغة الواحدة بين الحقب التاريخية المختلفة نظرًا لأن الحقبة التاريخية للغة ما غالبًا ما تتسم بوجود لهجات أكثر منها في الشكل القياسي الحديث للغة. وهذا ينطبق على الفرنسية القديمة التي ضمت لهجات مثل الانجليزية النورمندية واللهجة الفرنسية في مقاطعة بيكارديا Picardie في شمال شرقي فرنسا أو اللهجة المستخدمة في مقاطعة شمبانيا Champagne الفرنسية وفي منطقة جزيرة فرنسا Île-de-France ( 237–236 , 59, 2002 Huchon). أما في الوقت الحاضر، فيبدو أن الالفاظ تتألف عمومًا من مكونات حديثة وقديمة ونتيجة لذلك يتم تمييزها أحيانًا على أنها تنتمي إلى لغة قديمة (لمناقشة هذه القضية من منظور فرنسي ، انظر 18, 1976) Zumthor).

هذا ومن وجهة نظرنا أن الترجمة ضمن اللغة الواحدة غالباً ما يتم اعتبارها نوعا هامشيا مقارنة بأنواع الترجمة الأخرى في حقل دراسات الترجمة وقد تمت مناقشة هذا الدورالهامشي وفقا لآراء الناس العاديين والباحثين على حد سواء في (2009) Zethsen لكنني سأراجع هنا بعض المواقف بتفصيل اكثر.

يعامل George Steiner الترجمة التاريخية ضمن اللغة الواحدة على انها نوع منفصل من انواع الترجمة، بعد أن أوضح أن الترجمة تحتل درجة عالية من عملية الاتصال والاستقبال. بالإشارة الىAfter Babel (24 ˛1998 [1975]) وهو يذكر القارئ بأنه "ليس ثمة شكل دلالي خالد" لأن اللغة في تغير وتطور دائم، فمن وجهة نظره أن التفسيرأوالترجمة بين الحقب التاريخية المختلفة تمكننا من فهم العبارات اللغوية وراء الحدود التاريخية. هذه العملية يسميها übertragen ( النقل)، وهي واحدة من ثلاث مرادفات في اللغة الألمانية لمفردة "يترجم" (32). وبشكل عام، يتمثل موقف Steiner في أن ترجمات اللغة الواحدة قد تحمل اختلافات بسيطة فقط مقارنةً بالترجمة النموذجية. وفي دراسة سابقة ، قدم كاتفوردCatford موقفا مشابها:

من وجهة نظر نظرية الترجمة، فإن التمييز بين المقارنة التزامنية والمقارنة الزمنية غير ذي صلة إذ يمكن إيجاد المكافئ في الترجمة، والترجمة ممكن ان تحدث بين أي زوج من اللغات أو اللهجات – "ذات صلة" أو "غير ذات صلة" ومع أي نوع من العلاقات المكانية أو الزمنية أو الاجتماعية أو غيرها.(20 ˛1978 [1965] Catford)

ان ما ذكرته Zethsen (2009) حول الترجمة ضمن اللغة الواحدة له علاقة أيضا ببحثنا هذا فهي تذكر أربعة عوامل تؤثر في تلك الترجمة أوالسبب وراء ايجادها، ثلاثة منها هو مايهمنا في نقاشنا هنا وهي الفجوات المعرفية بين قراء النص للنص المصدر والنص الهدف (على سبيل المثال، حول الطبيعة أوالمجتمع أوالتاريخ) والزمن والذي يستلزم ترجمة تاريخية بين حقب زمنية مختلفة والفرق الثقافي، أي بين البالغين والأطفال، أو بين سكان مناطق مختلفة يتحدثون نفس اللغة.66.لن أناقش هنا العامل الرابع وهوالفضاء،والذي يتضمن اكتمال الترجمة لأنه أقل أهمية من العوامل الاخرى في السياق الحالي. لذا فإن المعرفة والوقت والثقافة جميعها يرتبط ارتباطا وثيقا بمفهوم الترجمة ضمن اللغة الواحدة بين الحقب التاريخية نظرًا لأن انعدام المعرفة الثقافية بالحقب الماضية بين القراء يشكل أحد أسباب الترجمة التاريخية جنبا إلى جنب مع الجانب اللغوي. وفي هذا الصدد، يبدو أن هذه التراجم لها سمات وخصائص مشتركة مع غيرها من أنواع الترجمة الأخرى ضمن اللغة الواحدة مع إبراز تأثير العوامل المذكورة آنفا.

تستخدم (2007) Susanne Göpferich في نقاشها عن الترجمة والنقل تعريفات حول ثقافات أكثرشمولية (مثل الدول والأمم) وثقافات أخرى على نطاق أضيق (على سبيل المثال ، المجموعات المهنية أو الشركات أو العائلات). في هذا السياق، تشير الباحثة إلى الترجمة ضمن اللغة الواحدة وكذلك جميع أنواع التعديلات النصية (مثل المراجعة والتدقيق)، كجزء من التواصل الترجمي. يبدو أن الترجمة بين الحقب التاريخية المختلفة تندرج ضمن أنواع الترجمة لا سيما بسبب تركيز Göpferich على الثقافات الصغيرة من أنواع مختلفة. ومع ذلك، فإنها لا تذكر تلك الترجمة في نقاشها بشكل صريح، مما يعكس هامشيتها.

ركزت بعض الدراسات على الترجمة ضمن اللغة الواحدة بين الحقب التاريخية المختلفة بلغات معينة , فعلى سبيل المثال ترجمة الأدب في العصورالوسطى من الفرنسية القديمة إلى الفرنسية الوسطى أو الحديثة من منظور (Eskénazi, 1999: 29; Deschepper, 1992) , فيما ناقش آخرون الفجوات الأسلوبية واللغوية بين نصوص اللغة المصدر ونصوص اللغة الهدف في هذا النوع من التراجم مثل (2003 Deschepper ;39-24 ˛2001 Laroche ; 2000 Thiry ;1998 Colombo Timelli ، ويجمع (1981b ˛1981a) Claude Buridant بين التحليل اللغوي والأدبي والثقافي لبعض الحالات، مثل الاتجاه نحو إبقاء الترجمة القديمة كما هي أو تحديثها. ويصف D’hulst (1995) نقل الأعمال الفرنسية في القرون الوسطى الى القرن الثامن عشر من خلال تقديمها على شكل أنماط مختلفة تشمل مقتطفات وترجمة مجزأة وملخصات. وتشمل التغييرات الأسلوبية الأخرى نقل الأعمال الشعرية الى نثر، والترجمة "الحرفية" من والى اللغة نفسها، وهو مفهوم معقد ووهمي إلى حد ما لن نتطرق لمناقشته.

وتجدرالإشارة هنا الى وجهة نظر مختلفة من خلال الترجمة ضمن اللغة الواحدة، أي من التركية العثمانية إلى "التركية الحديثة" بعد اقرار قانون إصلاح اللغة في عام 1928 ويبدو أن الاتراك مرتبطون ارتباطًا وثيقًا بجدول أعمال وطني وبعلاقة تركيا مع الماضي العثماني (2015 ˛2013 Berk Albachten) مما ينم عن خطوة جريئة في التخطيط اللغوي والذي خلق بالفعل الحاجة إلى الترجمة تاريخية ضمن لغة واحدة مما أدى كذلك الى حدوث تحولات نصية غير لغوية.

وأخيرًا، يدرس المتخصصون في اللغويات التاريخية الترجمة في طبقات تاريخية مختلفة لنفس اللغة على أنها مؤشرات متزامنة لعمليات تطوراللغة الزمنية مثل Goyens) و2000 Van Hoecke).

ومن هذا المنظور, يميز بعض الباحثين مثل Calford) و (Steiner الترجمة التاريخية ضمن اللغة الواحدة على انها نوع مختلف من انواع الترجمة دون الأشارة الى أهمية دراستها بشكل دقيق ومنفصل. ويناقش آخرون هذه الترجمة لغرض توضيح ظواهر اخرى أو لغرض تصحيح الترجمة ضمن منظور معياري، وعموما يبدو أن عددًا قليلاً جدًا من الباحثين قد أكدوا أهمية دراسة الترجمة ضمن اللغة الواحدة بين الحقب التاريخية على أنها نوع متميز من أنواع الترجمة وظاهرة تستحق الدراسة والتحليل.

4.لماذا يجب اعتبار الترجمة التاريخية ضمن اللغة الواحدة ترجمة؟

4.1تعريف توري

بالنسبة للباحثين في إطار النظام المتعدد ، تُعد الترجمة بين اللغات بشكل عام والترجمة ضمن اللغة الواحدة بشكل خاص كلها أمثلة على النقل (2004 Weissbrod) وعلى وجه التحديد ، قد يشمل أو لا يشمل تعريف توري (˛1995 Toury 1985) للترجمة المفترضة مفهوم الترجمة ضمن اللغة الواحدة ، وفقًا لتفسير غيره من الباحثين ، كما سنبين في الفقرات التالية:

يطرح تعريف توري إثنتين من متطلبات الافتراض المزدوج في الثقافة الهدف وهي أن النص هو بالفعل ترجمة (ترجمة مفترضة)، وأن لغتين أو ثقافتين تشتركان في هذه العملية. وإذا كانت الترجمة تاريخية، على عكس العديد من حالات الترجمة الأخرى ضمن اللغة الواحدة، فإن هذه المتطلبات قد تم إستيفائها بالفعل بسبب الفجوة الثقافية الواضحة بين مجتمعات الناطقين.77.هذا أقل وضوحًا بالنسبة للترجمة التاريخية ضمن اللغة الواحدة الذي تم في تركيا بعد فترة وجيزة من إصلاح اللغة. يتضمن التعريف أيضًا ثلاث فرضيات (أ) يوجد نص مصدر، (ب) هناك علاقة محددة بين النص المصدر والنص الهدف ، (ج) بعض عمليات النقل قد حدثت بالفعل. هذه الفرضيات قد تكون حقيقية لدى الشخص الموجود في الثقافة، حتى إذا كانت في الواقع خاطئة، كما في حالة الترجمة الزائفة (40 ˛1995 Toury).

وكما هو موضح أعلاه ، يمكن القول أن الترجمة ضمن اللغة الواحدة بين الحقب التاريخية تعكس ثقافات متميزة وبالنسبة إلى Toury تعتبر الترجمة المفترضة حقائق ثقافية في النظام الهدف (1 .ch 1995 Toury) فقد يرى الشخص الموجود في الثقافة الترجمة التاريخية ضمن اللغة الواحدة على انها ترجمة بدون أي تردد ، كما هو الحال في الترجمة من الفرنسية القديمة إلى الفرنسية الحديثة في القرن العشرين لكن قد يكون هذا الرأي ناتج عن عملية طويلة وتدريجية تمت فيها مناقشة هذه القضية (مثلLa Curne de Sainte Palaye 1756).

ولذلك يبدو من الضروري ربط هذا التعريف مع مجموعة التعاريف أوالإطار النظري النموذجي (انظر أيضًا Halverson 1999 وZethsen 2007) ، فهذا يبدوأنه أكثر ارتباطا بأهدافنا في هذا البحث من نهج التشابه في المجموعة الواحدة ( إلى Wittgenstein 1953) أي في تحليل أوجه تشابه المجموعة الواحدة بدلا من الإشارة الى الأشياء المشتركة بين جميع الظواهر المدرجة في مفهوم معين ، إذ يفترض ان هذه الظواهر مرتبطة ببعضها البعض على نحو دقيق في شبكة كاملة من الاتصالات ، وهذه العلاقات معا تشكل المعنى المعقد للمفهوم المراد به ، ولذلك فإن إطار المجموعة استنادًا إلى مفهوم Rosch (1975) الخاص بالطراز البدائي في سياق ثقافي معين يعرض بنية أبسط مع وجود "مركز" واحد للنظام بدلاً من العديد من الميزات. إن ميزة نظرية الطراز البدائي تتمثل في انه يمكن تفسير "تأثيرات الطراز البدائي" ، فإن اشياء معينة يمكن الحكم عليها كممثل "أفضل" من غيرها في فئة معينة وتلك الاشياء يمكن أن تنتمي إلى فئة معينة إلى حد ما وهذه الفئة لا تحتاج الى حدود واضحة. يسمح هذا النهج بالتنوع الزمني أو الاجتماعي في استيعاب المفاهيم وفي هذا السياق أظهرت تجربة أجراها Halverson (15–14 ˛1999)أنه وفقا للطلاب النرويجيين ، فإن مثال الترجمة الأكثر نموذجية هو في الواقع ترجمة بين اللغات المختلفة وبالتالي يمكن أن يدخل مفهوم الترجمة ضمن اللغة الواحدة بين الحقب التاريخية المختلفة ضمن أنواع الترجمة إذا استخدمنا تعريف توري المرن في الحالات التي تكون فيها الثقافة الهدف على استعداد لتسمية هذا النوع من النقل "ترجمة" ، ومع ذلك إذا كان النقل التاريخي ضمن اللغة الواحدة يثير شكوكا ويُطلق عليه "تحديث" أو "نقل جديد" أو "تغيير" في الثقافة الهدف فإنه يمكن القول عندئذ أن الترجمة التاريخية ضمن اللغة الواحدة تحتل موقعاً هامشياً في الترجمة في هذه الثقافات أواللغات بالنظر إلى بعد هذه الترجمة عن الطراز البدائي.

4.2إشكالية ساكاي في وحدة اللغة

يعكس الأختلاف في المواقف تجاه الترجمة التاريخية ضمن اللغة الواحدة إثنتين من الصعوبات الرئيسية والتي من شأنها أن تثري النقاش في هذا البحث وهما التمثيل المختلف للغة في هذه النقاشات وخصوصية العامل التاريخي. وبناءاً على تحليل Sakai (2009) للعلاقة بين اللغة والترجمة وإدراك الذات والآخر وهوية الأمة وسيادتها، يتم القاء الضوء على هذه الصعوبات المذكورة ، وهو يتساءل عما إذا كان يمكن حساب اللغات مثل التفاح ، فهو يعالج فعليًا السؤال القديم عن ماهية "اللغة" وما إذا كانت تختلف عن مكوناتها الفرعية مثل اللهجات واللهجات الاجتماعية أو الفترات التاريخية وبذلك يتبع مفهوم Derrida من أن مفهوم "اللغة نفسها" يفترض وحدة اللغة التاريخية – الطبيعية وهويتها وأن مصطلح "اللغة الطبيعية" واضح ومألوف بالنسبة لنا.

إحدى الإجابات على سؤال عد اللغات كالتفاح هو أن ما يفصل بعضها عن بعض يكمن في الطريقة التي ينظر اليها الناس أو ما يسميه Sakai (2006، 2009) مخطط التصورالمشترك أي فكرة أن اللغة أو الأمة أو الثقافة يتم تعريفها فقط بوجود لغة مميزة وهي أمة مميزة أوثقافة مميزة تماما مثل طفل ينظر إلى الآخرين ثم ينظر إلى صورته في المجتمع ، فإن أي كيان يميز نفسه من خلال الاختلافات مع الكيانات الأخرى، أي أن الحدود بينهما تخلق في الواقع الكيانات في كلا الجانبين. وفي هذا في السياق تصبح الترجمة عملاً اجتماعيًا لرسم تلك الحدود لأنها غاية في الأهمية ووجود الترجمة يقتضي عدم الوضوح والغموض والالتباس أو أي نوع من التغييرات بين اللغات أوبين الرموز اللغوية

ونتيجة لذلك فإن "صورة العالم الحديثة باعتباره عالما دوليا […] تم تحديدها من خلال تمثيلنا للترجمة كنقل تواصلي وعالمي للرسالة بين زوج من الوحدات العرقية اللغوية " (72 ˛2006 Sakai).

يشكل تمثيل الترجمة على هذا النحوأداة في خلق النزعة الذاتية الجماعية للوحدة العرقية واللغوية وإعادة توطيد السيادة الوطنية. وهكذا فإن ما يسميه ساكاي نظام الترجمة المقبول يجبر المرء على "الكلام من داخل معارضة ثنائية ، إما التحدث لنفسه أو للآخر" (74).

وإذا كان هذا هو الحال ، يرى ساكاي إن السؤال المشروع هنا هو ما إذا كانت اللغة المصدر (أو الهدف) مختلفة حقا ومتميزة وإذا كانت اللغات قابلة للعد ومعزولة والوحدات الفردية لاتقبل المقارنة على الإطلاق.

إن تطبيق هذه المفاهيم الثلاثة – المشتركة في الترجمة ونظام الترجمة واللغات التي لا يمكن عدها – على التنوع الزمني داخل لغة ما يمكننا عندئذ صياغة الفرضيات التالية:

‌أ) إذا لم "تتحول" الفترات التاريخية داخل لغة ما إلى لغات منفصلة ، فمن غير المرجح اعتبار النقل بينهما ترجمة في نظر الناس في الثقافة.

‌ب) وبالتالي ، فإن حدوث الترجمة بين الحقب التاريخية ضمن نفس اللغة هي الأكثر ترجيحًا إذا كانت الاستمرارية بينهما محل تساؤل أو لا أهمية لها.

قد تكون إحدى النتائج المترتبة على هذا الموقف وجود علاقة بين وضوح الحقب التاريخية ومسمى الترجمة وهذا بدوره قد ينعكس في الممارسات المستخدمة لزيادة إمكانية الوصول إلى الحقبة التاريخية مثل التدريبات النحوية والمعجمية والاكتساب التدريجي لمهارات القراءة أو الاعتماد على الاستخدام المتبادل للمصطلحات أو الترجمة ضمن اللغة الواحدة.

وفي ضوء رؤية Sakai ومن أجل تحديد حالات اللغة يجب معرفة أين تعتبر اللغة "نفس اللغة" وأين تعتبر "لغة مختلفة" تماما وعليه يجب مراعاة عدة وجهات نظر ممكنة في هذا الصدد:

.1إن كانت الحقبة التاريخية بالفعل تعتبر لغة مختلفة تماما ، يمكن استخدام مصطلح "الترجمة" بدون اية اشكالية كما هو الحال في اللاتينية والفرنسية الحديثة.

.2يمكن اعتبارالحقبة التاريخية لغة أقدم من اللغة الحديثة ، وفي هذه الحالة فإن ثمة تحفظات بشأن مصطلح "الترجمة" ، كما في حالة الفرنسية القديمة والفرنسية الحديثة في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.

.3على الرغم من اعتبارالحقبة التاريخية لغة أقدم ضمن نفس اللغة ، فان مصطلح "الترجمة" لا يمثل مشكلة فعليا كما هو الحال مع اللغة الفرنسية القديمة والحديثة في القرنين العشرين والحادي والعشرين.

في الحقيقة، تمثل الترجمة التاريخية ضمن اللغة الواحدة نوعًا من الحالة الحدية ، حيث تنتمي "الرموز" إلى نفس اللغة ولكنها "ليست" هي اللغة نفسها وقد تم وصف تلك المراحل الثلاثة في (2014) Davis فهي تحكي تاريخ اللغة الإنجليزية من خلال ترجمات من لغات أخرى (اللاتينية) وربما (الأنجلوسكسونية) بالإضافة الى الحقب التاريخية السابقة للغة الحديثة (الإنجليزية القديمة) مع التركيزعلى أهمية إعادة الترجمة (اللاتينية إلى اللغة الإنجليزية القديمة والأيسلندية إلى الأنجلوسكسونية و الأنجلوسكسونية القديمة إلى أنجلوسكسونية خالصة غير موجودة) في إعادة بناء اللغة القديمة.

والسؤال الذي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بهذا الموضوع هو متى بدأت الترجمة كعملية مفيدة بالمقارنة مع الحالات التي تستدعي شخصاً ما لاكتساب المهارات اللازمة لقراءة وفهم الاشكال الأقدم في اللغة. سوف يضفي مثل هذا الموقف الشرعية على "الترجمة" كمسمى وعملية، بيد أن الحدود بين الترجمة وعدم الترجمة (في السياق الحالي) غير واضحة ، والآراء في الثقافة المعنية متنوعة وغير مستقرة إذ ينبغي أن يكون هناك ثمة فهم أعمق لهذه الظاهرة والحجج التي أثيرت حول العملية وظروفها ويتم هنا تطبيق نظام Sakai للترجمة إذ أن استخدام مصطلح "الترجمة" سوف ينطوي على عدم التواصل وتوقف النقل ، خاصة إذا كانت العوامل الأيديولوجية مرتبطة بمسألة الاستمرارية اللغوية.88.ومن المثير للاهتمام، أنه قد توجد أيضًا "استمرارية متجددة"، حيث توجد علاقة ضعيفة بالماضي القريب أجل "تجديد" الاتصال مع الفترات والحقب السابقة من اللغة. هذا هو الحال مع "التركية الجديدة"، حيث تمت الاستعاضة عن الكلمات ذات الأصل العربي والفارسي بكلمات ذات جذور تركية.

4.3المراحل (2) و (3) كما هو موضح بالأمثلة في الفرنسية والعبرية

في هذا السياق، سنلقي نظرة على مثالين للتوضيح. الأول يتعلق بمسإلة ما إذا كان يجب ترجمة الفرنسية القديمة (المستخدمة في القرن التاسع إلى القرن الرابع عشر) إلى أنواع لغوية اخرى. من المثير للاهتمام أن رومانسيات Chretien de Troyes الفرنسية القديمة قد تُرجمت إلى الفرنسية الوسطى (2003 Deschepper) وخصوصاً لأن اللغة القديمة لم تعد مفهومة من الناحية اللغوية في وصف (15 ˛2003 Deschepper)للترجمات الفرنسية من القرن الثاني عشر إلى القرن الخامس عشر والقرن السادس عشر. ومع ذلك ، لا توجد ترجمة بالفرنسية الحديثة لأعمال Chretien de Troyes منذ ذلك الحين الى القرن العشرين على الرغم من أن كتاباته كانت تعتبر قانونية والسبب يكمن في تفضيل أنواع مختلفة من الإصدارات على افتراض أن اللغة الفرنسية القديمة هي في متناول القارئ المتعلم ، حتى لو كانت تتطلب بعض الجهد. وفي الواقع كان على عالم اللغة الفرنسية La Curne de Saint Palaye (1756) أن يشرح ضرورة استخدام قاموس الفرنسية القديمة لأنه حتى لو كان اللغويون قادرين على فك نصوص القرون الوسطى فهذا لا يجعلها في متناول القراءة لدى الاشخاص العاديين وكان هذا قبل تقدم الفرنسية القديمة من المرحلة (2) إلى المرحلة (3).

هذا النقل قد لايكون حدث في مثالنا الثاني عن الكتاب المقدس والعبرية الحديثة إذ يعتقد أن العبرية الحديثة تعتمد معظمهما على لغة الكتاب المقدس والانواع المختلفة التي تلتها من العبرية ولو انها تشمل أيضا عناصر من لغات أوروبية مختلفة (1974 Rosen؛ 1992 Ben Haim) وهذا أحد الأسباب التي تجعل الإسرائيليين يدّعون في كثير من الأحيان أنهم يستطيعون قراءة كتابهم المقدس الأصلي على عكس المتحدثين باللغات الحديثة الأخرى وهذا ما عبر عنه رئيس الوزراء نتنياهو في خطابه إذ قارن قدرة الإسرائيليين المزعومة على فهم الكتاب المقدس بصعوبات الإغريق في قراءة المؤلفين الكلاسيكيين (Netanyahu 2011) ولذلك تعتبر ترجمة الكتاب المقدس (العهد القديم) بالتالي ترجمة غير ضرورية.

عندما تم نشر الترجمة إلى العبرية المعاصرة (2008 Ahuvia) ، زعم أحد اللغويين المناصرين وهوGhil’ad Zuckermaan (2010) أن اللغة العبرية الحديثة هي في الواقع لغة مميزة وهي لغة هجينة شبه مطورة من لغات سامية أوروبية والتي أطلق عليها اسم "إسرائيلية" ((2008 ˛2006 Zuckermann ، وليست بالصدفة البحتة ان تكون هذه القضية هي واحدة من القضايا المهمة التي يدور حولها الجدل على نشرهذه الترجمة تحت اسم "ترجمة الكتاب المقدس الى العبرية الحديثة" حول مقدرة الاسرائيليين المتحدثين بالعبرية الحديثة من فهم اللغة العبرية التوراتية ، أو إذا كانوا يعتقدون أنهم يفهمونها بالفعل. بمعنى آخر، قد يكمن السؤال هنا في مدى سهولة فهم العبرية التوراتية.

لقد ادعى الصحفيون والمثقفون أنه على الرغم من أن الكتاب المقدس لا يمكن فهمه بسهولة كما يرغب الشباب، "لكن يجب عليهم بذل جهد ذهني بسيط في فهمه" (2008 Handelsalz) فهو يقول )أن الطفل الناطق بالعبرية يجب ألا يحتاج إلى مثل هذه الترجمة، بل يجب عليه التعود على قراءة هذا النوع من اللغة (Orbach 2008ترجمتي) وما وراء الجانب اللغوي البحت ، أثارالجدل حول ترجمة الكتاب المقدس الى العبرية الحديثة السؤال ما إذا كانت "ترجمة الكتاب المقدس" هي ترجمة في الاصل لأنها تنطوي على نقل داخلي (ضمن لغة واحدة) وقد أكدت العالمة اللغوية Tsvia Walden99.أوضحت أنه لم يتم اقتباس جملتها بدقة (التواصل الشخصي ،13 فبراير 2013). ولم يتم حذفها من المقال لأن هذه الجدلية لا تزال جزءًا من النقاش العام، سواء كانت مقتبسة بدقة أم لا. أن "الترجمة تتم من لغة واحدة إلى أخرى، وليس داخل اللغة الواحدة وحتى لو كانت لغة الكتاب المقدس صعبة […] فهي ليست لغة أجنبية"(2010 Bar-On ترجمتي).

4.4مفهوم ريكور للذات هو الحل

قد يكون من المفيد مناقشة مفهوم Ricœur (1990) للترجمة التاريخية ضمن اللغة الواحدة والاستعانة بمصطلحاته إذ لا يوجد أوجه للتشابه بين الحقب التاريخية للغة معينة حتى لو كانت هذه اللغة نفسها تماما مثل امرأة كبرت في العمر لكن لا تزال نفسها (ذات المرأة) حتى لو بلغت من العمر 60 عامًا، فهي تستمر في تعريف نفسها كشخص واحد لكنها لم تعد هي نفسها عندما كانت بعمر ست سنوات (من حيث التشابه). هذا التمييز مهم جدا هنا، لأن استمرارية اللغة لها أهمية خاصة في القضية الإسرائيلية حيث الاستمرارية الدينية واللغوية هي مبرر للاستمرارية التاريخية ، وبالتالي أيضا الاستمرارية العرقية والقومية والسياسية.

وفي هذه الحالة، وبالنظر الى أفكار Sakai فإن قضية الترجمة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالقضايا التاريخية والهوية السياسية وما وراء الحدود اللغوية إذ توضح الأمثلة الفرنسية والعبرية كيف تعمل الترجمة التاريخية ضمن اللغة الواحدة على ابراز قضايا مهمة ومتأصلة في الترجمة بشكل عام وقد تكون بالغة الاهمية وذات صلة وثيقة بهذا النوع من الترجمة.

5.متى تحدث الترجمة التاريخية ضمن اللغة الواحدة؟

يبدو أن هناك عدة عوامل تحدد طرق الترجمة التاريخية ضمن اللغة الواحدة كما ذكر أعلاه ، فمن أجل أن تحدث الترجمة التاريخية ويُنظر إليها على هذا النحو، يجب أن يكون هناك مفهومًا مقبولًا للغة معينة على أنها تتكون من لغة تتكون من حقب تاريخية محددة مع امكانية أن تكون الحقب التاريخية القديمة غير مفهومة إلى حد ما. من الواضح انه يجب أن يكون هناك مجموعة من النصوص المكتوبة في هذه اللغات القديمة بالإضافة إلى بعض الاهتمام بترجمتها مثل النصوص القانونية1010.في إطار هذه الدراسة، لن نكون قادرين على التطرق إلى الفروق الدقيقة في المفهوم القانوني أو التشكيل القانوني. فهي مثال نموذجي على هذا النوع من اللغة. وأيضا قد يفكر المرء هنا بالنصوص الأدبية التقليدية مثل نصوص تشوسر وشكسبير وأغنية رونالد وسيد الحرب .. إلخ أو النصوص الدينية المقدسة مثل (التوراة باللغة العبرية التوراتية والكتاب المقدس للسيخ.. إلخ) وبالإضافة إلى ذلك ، قد تخضع المستندات التاريخية غيرالأدبية مثل المخططات وقوائم الجرد والرسائل والتاريخ إلى نوع الترجمة التاريخية ضمن اللغة الواحدة ، وقد يكون لها قيمة تاريخية وأدبية ، على سبيل المثال سجلات Villehardouin or Jean de Joinville.

من العوامل التي قد تزيد من تعقيد الترجمة التاريخية ضمن اللغة الواحدة مقارنةً بأنواع الترجمة الأخرى أنها تتضمن أشكالًا قديمة أو حتى طرقا قديمة لحفظ النص فنص اللغة المصدر ليس من السهل إيجاده ويمكن إرجاع مصدرها إلى مخطوطات مختلفة ، جميعها تنتمي إلى نفس المخطوطات أو إلى إصدارات مختلفة (بما أن الإصدارات في كثير من الأحيان وليس المخطوطات هي ما يشتغل عليه المترجم). وقد يكون من الممكن أيضًا الحصول على مجموعة من المصادر (Toury 1995, ch. 5.3)، وتجدر الإشارة هنا إلى أن هذا لا ينطبق على الترجمة التاريخية ضمن اللغة الواحدة فقط.

بالإضافة إلى ذلك، قد يشجع وضوح النص المصدراستخدام مجموعة متنوعة من طرق النقل أكثرمن أنواع الترجمة الأخرى فعلى سبيل المثال، توجد الترجمة التاريخية ضمن اللغة الواحدة جنبًا إلى جنب مع النسخ الدبلوماسية للنصوص القديمة والإصدارات الحديثة.

من الواضح أن الترجمة المفترضة) تعتمد على استخدام مصطلحات قد تتداخل بشكل جزئي أو كلي مع ما يمكن أن تكون عليه في الترجمة التاريخية ضمن اللغة الواحدة. إذا تم تسمية إصدار جديد "تحديث" أو "تفسير" أو"نقل نثري جديد" قد لا يتم اعتباره من وجهة نظرعامة الناس على انه ترجمة وقد تقل احتمالية مطابقته مع متطلبات Toury للترجمة المفترضة. وهكذا ، يذكرنا Douglas Robinson (1998، 115) بأننا " نناقش تحديث شكسبير، ولكن عن ترجمة تشوسر فإن لغته الإنجليزية الوسطى هي غريبة أكثر من ذلك بكثير […] مما يصعب فهمه دون تدريب خاص ، وأن التحديث يبدو وكأنه ترجمة" وبالنسبة للإيطاليين الذين يقرؤون دانتي أوالإغريق الذين يقرؤون هوميروس (مع بعض التحديث) ، فليس ثمة مشكلة في الموضوع مثل التوراة باللغة العبرية التوراتية قبل "ترجمة الكتاب المقدس". بالإضافة إلى ذلك ، "تعتبر الترجمة بين اللغات في بعض الأحيان مهمة جدا إذ يشار الى الترجمة على انها ترجمة تاريخية عند ذكر التاريخ كما في حالة كتاب الملك جيمس الإنجيلي لعام 1611 أو ترجمة فلوريو لمونتين (المرجع نفسه).

6.من يقدم الترجمة التاريخية ضمن اللغة الواحدة؟

من المثير للاهتمام أن نناقش من الذي يمتلك شرعية تقديم الترجمة التاريخية ضمن اللغة الواحدة وما المهارات التي من المتوقع أن يمتلكها هذا المترجم.

كما ذكرنا أعلاه، فإن الحقب اللغوية القديمة غالبًا ما تكون ميتة وفهم واستيعاب لغتها ليس مقياسا موضوعيا بيد أنه عامل حاسم يبرر أداء المترجم وحتى لو أن اللغويين والنحويين يرون اللغتين ككيانين منفصلين بوضوح مع الاختلافات الصرفية والنحوية ، فالمتحدثين المعاصرين من غير الخبراء يتجاهلون هذا وينخرطون في مشاريع الترجمة التاريخية ضمن اللغة الواحدة وبشكل مستقل وفي حالات أخرى ، فإن من المتفق عليه أن يكون المترجم خبيرا على الأقل في فك شفرات النص القديم لإنتاج النص المترجم.

بالعودة إلى مثال الكتاب المقدس باللغة العبرية التوراتية ، يصفه اللغويون وأحيانًا يكونون متأكدين (مع أن الجمهور لا يدرك ذلك) من الاختلافات الصرفية والنحوية والبراغماتية بين العبرية التقليدية والعبرية الحديثة، كما يمكن رؤيته، على سبيل المثال في (2001) Livnat وZewi (2008)، من بين عدة لغويين آخرين.

تصف (2011 Schwarzwald) بعض أوجه الاختلاف والتشابه الرئيسية، فهي تذكر أن بناء الجملة هو الذي يميز هذه الحقب التاريخية بشكل أساسي بينما علم الأصوات وعلم الصرف مختلفان إلى حد ما. ومع ذلك، فهي تجادل بأن الكتاب المقدس باللغة العبرية التوراتية في الواقع غير مفهوم للقراء الإسرائيليين حيث يتعذر عليهم فهم حتى الأجزاء النثرية "الأكثر بساطة" مما يتطلب بذل المزيد من الاهتمام والجهد من جانب متحدثي اللغة العبرية المعاصرة في تكريس أنفسهم لقراءة الكتاب المقدس – والذي يقدم في حد ذاته مثالاً آخراًعلى مدى صعوبة فهمه ، فهو يتطلب كفاءة ودرجة معينة من الخبرة في تحديد الاختلافات بدقة ، إذ أن الناس العاديين يميلون إلى فهم الكلمات الحديثة بالمقارنة مع مايقابلها من مفردات قديمة دون إظهار الحذر اللازم لهذا النوع المحدد من (الأشباه أوالوجوه بين اللغات) كما ينعكس في الاعتقاد الشائع بأن متكلمي اللغة الحديثة يمكنهم قراءة الكتاب المقدس باللغة العبرية التوراتية دون مساعدة. ويذكر Zuckermann(2010) العديد من الأمثلة على هذا النوع من أخطاء التفسير في مناقشته لترجمة الكتاب المقدس وبالتالي فإنه ليس من قبيل الصدفة أن Ahuvia المدرس المخضرم والمفتش السابق في وزارة التعليم ومؤلف كتاب الشرح في الأناجيل الموزعة على جنود جيش الدفاع الإسرائيلي ومقالات في دراسات الكتاب المقدس، هو مؤلف ترجمة "العبرية الحديثة".

هناك نوع مختلف تمامًا من الخبراء في الترجمة التاريخية ضمن اللغة الواحدة وهم علماء اللغة كما هو موضح في الترجمة الفرنسية القديمة إلى الفرنسية الحديثة (2011b Karas) فمنذ القرن الثامن عشر، كان علماء اللغة "مسؤولين" على الأقل بطريقة ما عن هذه الترجمة. فقد ألّف هذه الترجمة البعض منهم بأنفسهم، كما فعل ([1752] 1756) La Curne de Sainte Palaye وكذلك Legrand D’Aussy ([1779] 1829في القرن الثامن عشر و(1954) Gustave Cohen وAlbert Pauphilet (1932) وJean Dufournet (1973)فقد ساروا على نفس النهج في القرن العشرين بينما أعد آخرون النقد المصاحب للترجمة وأضافوا "ختم الموافقة" على شكل مقدمة لهذه الترجمة ، كما فعل Joseph bediér (في ترجمة (1901 Gustav Michaut و Gaston Paris (للترجمة التي ألفها الرسام1878 (Alexandre Bida. لقد لعب هؤلاء الخبراء والباحثون في هذه الترجمة دورا ليس نموذجيا فقط (وإن لم يكن حصريا) بل إن ترجمتهم كانت هي البديل الافضل.

وأخيرا، تجدر الإشارة إلى أن من قام بتقديم الترجمة التاريخية ضمن اللغة الواحدة هم الأدباء والعلماء والمؤرخون والفنانون والمعلمون. ومع ذلك ، يبدو أن الخبرة في مسائل اللغة وتاريخها أكثر أهمية في هذا السياق من الخبرة في مجال الترجمة بشكل عام ، كما يتضح من إضافة ختم "الموافقة" العلمية على إصدارات من تأليف "غير خبراء".

7.اختلاف الدرجة أوالإدراك؟

وفقا لدراسة (809–808 ˛2009) Zethsen ، "إن الفرق في استراتيجيات الترجمة بين الترجمة ضمن اللغة الواحدة والترجمة بين اللغات المختلفة هو مسألة درجة ودافع وليس نوع"، وهذا قد يكون صحيحا. مع ذلك، ففي دراستها وجدت Zethsen أن غالبًا ما يكون التبسيط اللغوي والنحوي عاملاً رئيسيًا في الترجمة ضمن اللغة الواحدة وأن "استراتيجيات الترجمة الصغرى المطبقة في الترجمة ضمن اللغة الواحدة (كالإضافة والحذف وإعادة الصياغة) هي أكثر تطرفاً مما هي عليه في غالبية أعمال الترجمة بين اللغات المختلفة" (809). هذه النتائج قد تكون مرتبطة بحقيقة أن بيانات المؤلفة شكلت حالة خاصة اذ انها استخدمت الترجمة الدنماركية للفصل الثاني في انجيل لوقا.

بيد أن بحث المؤلفة الحالي هذا عن الترجمة الفرنسية التاريخية ضمن اللغة الواحدة لقصيدة اوكاسين و نيكوليت المغناة (2011a Karas)لا يقدم نفس النتائج إذ أن طريقة التبسيط اللغوي والنحوي في الترجمة لم تكن الطريقة الأبرز ولا يمكن القول أن الاستراتيجيات الصغرى التي استخدمت في الترجمة كانت أكثر تطرفًا مما كانت عليه في النص متعدد اللغات. أولاً ، ثمة حاجة إلى مقياس لقياس "التطرف" في استخدام تلك الطرق. ثانيا، يبدو ان تحديد الى أي مدى تم تطبيق الحذف أو الإضافة مثلا يشكل اعتبارات ذات مستوى أعلى من الهدف في استخدام هذه الاستراتيجيات في الترجمة مثل التأكيد على أصل النص في العصور الوسطى أو تغييره ليتلاءم مع الأغراض التعليمية.

ولتسليط الضوء على أصل النص في العصور الوسطى قد يكون من أمثلة Albert Pauphilet 4–1 ˛1932)) في مختاراته من ترجمة نصوص القرون الوسطى القصيرة هذه القطعة أيجتمع الأصيل مع الزائف في آن واحد؟ المحرفة؟ والتي تسمى "مقدمة" jongleur’s (ترجمتي)، فهي تقدم تطلعات jongleur وأمنياته، وتعبر أيضا عن مدى افتتانه بالطبيعة وفرحة الشباب وكذلك خوفه من عدم العثور على ملجأ لفصل الشتاء. وأخيرا ، يعرب عن آماله في الحصول على بعض المودة من سيدة المنزل ليست له مقابل في الأصول في النسخة الأصلية.

والمثال الآخر الذي يشكل أيضا اعتبارات ذات مستوى أعلى هو تغيير النص ليلائم الأغراض التعليمية كما في ترجمة (1921Guiton) لقصيدة اوكاسين ونيكوليت إذ يفضل المترجم استخدام مصطلحات مرادفة بدلاً من إعادة إنتاج سلسلة من المفعول به المباشر المتكون من أربعة مفردات تتبع نفس الفعل "si defenderont il mix lor cors et lor avoirs et tere et le miue" وترجمتها حرفيًا (إنهم سيدافعون عن أجسادهم وممتلكاتهم بشكل أفضل ، أرضكم وأرضي) فقد تم استبدال اثنين من الأفعال المترادفة التي يفصل بينهما المفعول به المباشر في النص الأصلي:

"ils se défendront mieux et protègeront mieux leurs tes terres et les nôtres " وترجمتها حرفيًا (سوف يدافعون عن أنفسهم بشكل أفضل وحماية ممتلكاتهم بشكل أفضل ، أرضكم وملكي) (1921, 3) Guiton ، ربما يهدف هذا التغيير إلى تزويد الطلاب بالنماذج اللغوية ذات الأسلوب الجيد من أجل مساعدتهم على إنشاء جمل أكثر معيارية باللغة الفرنسية الحديثة.

8.تضمينات الذات لدى ريكور

8.1الفرضيات المطروحة

بناءاً على ما تم ذكره أعلاه، فإن جميع أنواع الترجمة ضمن اللغة الواحدة تتضمن في الواقع نقلا لرموز وخطابات مختلفة للغات مختلفة تمامًا مثل الترجمة بين اللغات المختلفة (راجع القسم 3) بيد أن الفرق كما وجدت المؤلفة (2011a Karas)، هو في الطريقة التي ينظر بها إلى هذه الرموز من قبل متحدثي اللغة الهدف في حالة الترجمة التاريخية ضمن اللغة الواحدة. وتعتبر هذه نقطة أخرى حيث يمكن لمفهوم الذات والتشابه لدى ريكورتوضيح هذا الموقف بحيث تصبح أكثر ملاءمة ووضوحًا. وهنا سنقوم بطرح بعض الفرضيات التي يمكن صياغتها بناءً على دراسات المؤلفة الحالية إلى جانب مفاهيم ريكور Ricœur ، والتي تحتاج للمزيد من الدراسة والتحليل:

‌أ) يلعب النقل الحرفي دورًا رئيسًا في هذه الترجمة إذ يتم التعامل مع مفاهيم مثل "نفس الكلمة" و "نفس المعنى" بشكل مختلف في الترجمة ضمن اللغة الواحدة.

‌ب) في الحالات التي يمكن فيها افتراض الإلمام بالنص المصدر، فعلى سبيل المثال عندما يتم نشر إصدارات ثنائية اللغة ، من المتوقع أن تكون ثمة قراءة محددة للنص للمقارنة بين الإصدارين. وتشكل حواشي المترجمين في تبرير خياراتهم في الترجمة على ما يبدوأجوبةً لاستفسارات القراء المتوقعة (2007 Karas).

يمكن ربط الفرضيتين (أ) و(ب) بواسطة ملاحظة في نهاية النص كما في ترجمة قصيدة اوكاسين ونيكوليت (1973Dufournet) فليس بالضرورة أن يستخدم المترجم ترجمة حرفية جدا ولكن في العديد من حالات الترجمة غيرالحرفية (وباستخدام الكلمة نفسها) يقدم المترجم مبررا لترجمته. فعلى سبيل المثالque ce est une caitive qui) fut amenee d’estrange terre( "إنها أسيرة جاءت من أرض أجنبية" (4 ˛1973 Dufournet) ، وتقرأ ترجمتها كالآتي c’est une captive ، ramenée d’une terre étrangère (المرجع نفسه ˛ 47). ففي ملاحظة للمترجم يفسر فيها تطور الكلمتين المتشابهتين والمختلفتين étrange "غريب" و étrangère "أجنبي" أن أصل الكلمتين مشتق من نفس الصفة المتعددة الأغراض وهي estrange (166).

‌ج) التباين اللغوي ودوره المهم في هذه الترجمة.

يبدو في كثير من الأحيان أن الترجمة التاريخية ضمن اللغة الواحدة مكتوبة بلغة قديمة إلى حد ما ، وعادة ما تكون ممزوجة بميزات من اللغة الحديثة مع استخدام اساليب وكلمات مهجورة (Jones و Turner 2004في مناقشته للأصالة والحداثة في الترجمة) ، وبما أنه وفي بعض الأحيان لا يُعتبر مصطلحde langue état "لغة أجنبية" غير مفهوم تماما ، فانه يمكن استخدام كل من اللغة المصدر واللغة الهدف في النص الهدف ، إذ لا يصبح "متغير عبر الزمن" (115 ˛1998 Robinson) وفي هذا السياق ، فان مصطلح "التباين اللغوي" يبدو أفضل من "التغاير اللغوي" ، لأنه لا يخدم وظيفة المحاكاة الأدبية (44–25 ˛2006 Grutman).

في بعض الحالات، يتم تقديم هذا المنتج من الترجمة ذو اللغة المختلفة على أنه يعكس الحقبة التاريخية القديمة نفسها، كما هو الحال في اصدار عام 1933 وترجمتها من الفرنسية القديمة الى الفرنسية الحديثة (كاراس 2008). وهنا تتضح سمات الفرنسية القديمة المثالية من خلال التعبير m’amiette (المؤنثة) اذ يشرح الكاتب (78 ˛1933) Williams في ملاحظة له أن "m تعني كلمة ma حيث تم استخدامها في اللغة الفرنسية القديمة بدلاً من mon قبل الأسماء الأنثوية والتي تبدأ بحرف علة أو] [ h صامت". وهكذا يعتبر هذا الاقتباس من الترجمة أنه يمثل الفرنسية القديمة وليس الفرنسية الحديثة.

8.2ترجمة النصوص التي تمثل ظهور العامية

إن الفرضيات المقدمة هنا مستمدة من القيمة والمكانة التي تحظى بها النصوص والاختلافات اللغوية في حالة الترجمة التاريخية ضمن اللغة الواحدة وجوانبها الوطنية كما يشرح ذلك Sakai (77–76 ˛2006) في قوله أن:

إن ركيزة شرعية السيادة الوطنية والشعبية هي اللغة "الطبيعية" الخاصة بـ "الناس"، اذ من المفترض أن يستخدموها في حياتهم اليومية ويطلق المؤرخون عموما على مثل هذا التطور التاريخي "ظهور العامية".

وبالتالي، فإن النصوص التي تمثل ولادة وتطور اللغة الوطنية ، والتي هي في كثير من الأحيان نصوصا أصيلة لمجتمع ما تترجم وتستقبل بتبجيل واحترام. وبالطبع تنطبق هذه الملاحظة أيضًا على اللغات العرقية أوالدينية أوغيرها من لغات المجموعات التي لا تشكل أمة بمعناها المقبول ، مثل اليديشية والأوكيتانية (لغة قسطانية) أوالبنجابية. يبين "ظهور العامية" الأهمية الخاصة التي تعزى إلى نصوص القرون الوسطى في العديد من اللغات الأوروبية ومع ذلك فإن اغتراب العامية "الحقيقية" والأصيلة تتناقض مع "التشابه" المزعوم للغة والنص. ويشرح العالم اللغوي Paul Zumthorأن العصور الوسطى تتميز بصفة "الغيرالنسبية" ، بدلاً من مكانة "الغيرالأصيلة" (35 ˛1980 Zumthor). ويسهب شارحا أن هذه الفترة "تخصنا بطريقة خاصة جدًا لأننا من الناحية البيولوجية والثقافية نشكل نسلها المباشر" (ترجمتي). وهذه في الواقع حالة خاصة اذ يُنظر فيها إلى اثنتين من اللغات على أنهما تنتميان إلى "ذات اللغة"، في حين أنهما ليستا "متماثلتين" وفقا لمفاهيم ريكور وشروطه.

وتشرح أيضا فكرة الآخر النسبي في النقل التاريخي ضمن اللغة الواحدة السبب في أن التوازن بين الترجمة وغيرها من اشكال النقل يعتمد على تصورات "القيم الاضافية" للحقب التاريخية والفهم والاستمرارية اللغوية ولذلك تلعب الترجمة وبشكل واضح دورًا مختلفا، إذ يتمثل دورها في ايجاد مفاهيم للحدود بين اشكال النقل وطرقه. (5–4 ,2005 Bermann)

إن أفكار Sakai (2006) أيضا حول الترجمة على أنها تضع حدودا بين الذات وبين الآخرقد توضح تراكيب محددة في استراتيجيات الترجمة في السياقات واللغات التاريخية المختلفة. فعلى سبيل المثال، إذا تم بالفعل النظر إلى الحقبة التاريخية القديمة على أنها "أخرى" أو حتى "غريبة" بعض الشيء كما هو الحال في الفرنسية في العصور الوسطى، فهنا يتم استخدام الترجمة. في هذه الحالة يكسب الخبراء كماً من الرموزجنبا الى جنب مع مخرج مباشر وحصري ويعمل اللغوي كونه باحثا فكريًا على إبرازالجوانب التي قد تكون منسية أو مخفية مثل مكونات اللهجات في اللغة القياسية وفي لغات أجنبية أقدم لكن الاستمرارية اللغوية ستتوقف عندئذ لدى الاشخاص العاديين أو المجتمع ككل. تبرز الترجمة التاريخية ضمن اللغة الواحدة بشكل عام الجدل الشائع في الترجمة حول الاهتمام بالأصل (النص المصدر) والذي يمثل الآخر أوالأجنبي الذي يجب الحفاظ عليه واستعادته أوإعادة إحياءه حتى لا يختفي ويزول إذ يجب أن يبقى نفسه عند ترجمته. وفي حالة الترجمة التاريخية ضمن اللغة الواحدة، يزداد الخلاف حدة بسبب الحاجة إلى التفريق بين التشابه والذات مع افتراض الاستمرارية اللغوية. وغالبًا ما تكون هذه الاستمرارية أساسًا للمطالبة بالحقوق التاريخية والهيبة الثقافية (2006 Sakai) ، بيد أن تلك الاستمرارية قد تكون استمرارية مُتَدَاعِية إذا تم فحصها عن كثب اذ يتم إضعافها من قبل الجميع في عملية الترجمة. وبالتالي فإن ذلك يزيد من الطبيعة الجدلية الشائكة لعملية الترجمة ، هذا ووفقا لمصطلحات Derrida فمنذ قصة بابل والإنسانية محكوم عليها "بقانون للترجمة الضرورية والتعجيزية في آن واحد" مع التسليم بحقيقة عالمية اللغة وخصوصيتها غير القابلة للترجمة (74 ˛2002 Zima).

9.الإستنتاجات

ان الهدف المشترك لورقة (2009) Zethsen البحثية والبحث الحالي هو إظهار أنه على الرغم من تهميش الترجمة ضمن اللغة الواحدة في دراسات الترجم ، إلا أنها يمكن وينبغي أن تدرس وينظر إليها عن كثب من قبل علماء الترجمة وباحثيها. فهذا النوع من الترجمة يمكن أن يساعدنا في تقديم تعريف أو وصف أشمل للترجمة يتفق عليه المجتمع العلمي لأغراض الدراسة و البحث بما في ذلك الترجمة ضمن اللغة الواحدة. وبالنسبة لهذا البحث فانه يركز وبشكل خاص على الترجمة ضمن اللغة الواحدة بين الحقب التاريخية المختلفة وما أضافته من إسهامات في هذا البحث.

هذا ويمكن أن يقوم بالترجمة الحديثة محترفون في مجالات مثل الأدب أو التاريخ أو الترجمة ومع ذلك، فكلما تم قبول الحقبة التاريخية على انها تمثل "الآخر"، زادت احتمالية ترجمتها من قبل علماء اللغة والمتخصصين في اللغويات التاريخية أوعلى الأقل الموافقة على جودتها من خلال استخدام طرق متنوعة مثل التمهيدات والحواشي السفلية أو التحرير. ومن المرجح أن تشكل الترجمة التاريخية ضمن اللغة الواحدة نصوصا أدبية كلاسيكية ونصوصا مقدسة ودينية وكذلك الوثائق الأخرى ذات القيمة التاريخية المفترضة.

هذا ويبدو أن الترجمة التاريخية ضمن اللغة الواحدة لا تبتعد كثيراعن أشكال الترجمة "القياسية" أو"الترجمة البحتة" وفقا لمفهوم جاكوبسون. فعلى ما يبدو أن ما يميزها هو الطريقة التي ينظر بها الى تلك الترجمة مثل التعامل مع حقب تاريخية مختلفة في "نفس اللغة". وفي بعض الحالات يفترض أن تكون الرموز اللغوية مفهومة جزئيا على الأقل بحيث يتم تقديمها الى الجمهور المتلقي المعاصر باستخدام طرق وأساليب النقل الأخرى مثل الشرح أوالتحديث أو الأصدارات مع ملاحظات توضيحية. ومع ذلك ، فان الفهم والوضوح هنا هو مقياس ديناميكي ذاتي لا يعتمد بشكل حصري على العوامل اللغوية.

وبذلك يمكن تقديم الترجمة التاريخية ضمن اللغة الواحدة على انها نوع من أنواع الترجمة وفقًا لعدة تعريفات تمت مناقشتها أعلاه ، بما في ذلك مفهوم توري للترجمة المفترضة ، ووفقا لمفهومه قد تظهر صعوبات فيما يخص اعتبار النص الهدف ترجمة في الثقافة الهدف وذلك يشكل ميزة للباحثين لأنه يسمح بتحليل التغيرات التاريخية في "الجرعة" النسبية لطرائق النقل المختلفة ، يشمل ذلك الحالات التي يعتبر فيها النص نفسه منتميا إلى طريقة نقل مختلفة لمجرد أن عنوان النص قد تغير (2008 Karas).

إن تطبيق "نظام الترجمة" لدى Sakaiعلى الترجمة التاريخية ضمن اللغة الواحدة يلقي الضوء على الجوانب السياسية والأيديولوجية لهذا النظام، فإذا كانت الترجمة ترسم حدودا بين الذات والآخر، يتضح عندئذ سبب رفض أن الترجمة التاريخية ضمن اللغة الواحدة تشكل اشكالية مقلقة أوأنها تمثل إنكارا للاستمرارية اللغوية أو التاريخية أو الدينية أو الوطنية أو للتراث والامتيازات التي يستلزمها.

ان التفكير من وجهة نظر مفهوم الذات والتشابه لدى Ricœur أو الأخر النسبي وفقا لزمثر، قد يساعد في فهم المواقف المتناقضة للثقافات الهدف المختلفة نحو خيارإنتاج واستهلاك الترجمة التاريخية ضمن اللغة الواحدة وإن هذه المفاهيم لا تعكس خصوصية تلك الترجمة فقط بل تعكس أيضًا سبب تضخيمها في كثيرمن الأحيان للأسئلة التي تثار حول الترجمة، وخصوصا تلك المتعلقة بالتشابه أوالاختلاف في الرموز والمحتوى والشكل وهذا بإعتقادنا يمكن أن يجعل الترجمة التاريخية ترجمة رائعة لعلماء الترجمة وباحثيها على حد سواء.

شكر وتقدير

دعمت هذا البحث وبشكل جزئي منحة التواصل المقدمة من جامعة العلوم الماليزية والمرقمة : 304/PHUMANITI/6316197

ملاحظات

1.تستند التفاصيل حول هذه الترجمة على (Karas, 2016).
2.مناقشات اللغة، انظر Mounin (1963، 3–10)Catford , (3–1 ,1978 [1965]), Reiss and Vermeer, ([1984] 2013, 18–21) وغيرهم ولمناقشات الترجمة، انظرالقسم 2 ادناه (الترجمة ضمن اللغة الواحدة).
3.تستخدم الترجمة ضمن اللغة الواحدة أحيانًا كمرحلة تحضيرية للترجمة بين اللغات، كما في المرجع التالي: http://​airy​-eel​.blogspot​.co​.il​/2008​/02​/intralingual​-translation​-aspart​-of​.html (Ilaria 2008)
4.تم نشر مقال Zethsen لعام 2007 في TTR، وهي مجلة لم يتم تضمينها في الاستطلاع. غطى الاستطلاع مجلات Meta, Target and The Translator.
5.للحصول على قائمة كاملة بالترجمةراجع http://​www​.arlima​.net​/qt​/roland​_chanson​_de​.html وأمثلة مشهورة تشمل:. (1921) Bédier
6.لن أناقش هنا العامل الرابع وهوالفضاء،والذي يتضمن اكتمال الترجمة لأنه أقل أهمية من العوامل الاخرى في السياق الحالي.
7.هذا أقل وضوحًا بالنسبة للترجمة التاريخية ضمن اللغة الواحدة الذي تم في تركيا بعد فترة وجيزة من إصلاح اللغة.
8.ومن المثير للاهتمام، أنه قد توجد أيضًا "استمرارية متجددة"، حيث توجد علاقة ضعيفة بالماضي القريب أجل "تجديد" الاتصال مع الفترات والحقب السابقة من اللغة. هذا هو الحال مع "التركية الجديدة"، حيث تمت الاستعاضة عن الكلمات ذات الأصل العربي والفارسي بكلمات ذات جذور تركية.
9.أوضحت أنه لم يتم اقتباس جملتها بدقة (التواصل الشخصي ،13 فبراير 2013). ولم يتم حذفها من المقال لأن هذه الجدلية لا تزال جزءًا من النقاش العام، سواء كانت مقتبسة بدقة أم لا.
10.في إطار هذه الدراسة، لن نكون قادرين على التطرق إلى الفروق الدقيقة في المفهوم القانوني أو التشكيل القانوني.

قائمة المراجع

Ahuvia, Avraham
trans. 2008A Translation into Modern Hebrew of the Pentateuch. Kadima: Reches.
Bar-On, Yacob
2010 “And He Said, and He Went, and He Asked What Does It Mean.” Dyokan, Makor Rishon, November 12, 16–20. [In Hebrew.]
Bédier, Joseph
1921–1927La Chanson de Roland, publiée d’après le manuscrit d’Oxford et traduite par Joseph Bédier. 2 vols. Paris: H. Piazza.
Ben Amor Ben Hamida, Touraya
2008 “Défgement et traduction intralinguale et interlinguale.” Meta 53 (2): 443–455. https://​doi​.org​/10​.7202​/018529ar
Ben-Haim, Zeev
1992 “Te Historical Unity of the Hebrew Language and its Periodical Division – How?” In the War of a Language, I, ed. by Moshe Bar-Asher, 3–25. Jerusalem: Academy of the Hebrew language. [In Hebrew.]
Berk Albachten, Özlem
2013 “Intralingual Translation as ‘Modernization’ of the Language: The Turkish Case.” Perspectives 21 (2): 257–271. https://​doi​.org​/10​.1080​/0907676X​.2012​.702395
2015 “Te Turkish Language Reform and Intralingual Translation.” In Tradition, Tension and Translation in Turkey, ed. by Şehnaz Tahir Gürçağlar, Saliha Paker, and John Milton, 165–180. Amsterdam: John Benjamins. https://​doi​.org​/10​.1075​/btl​.118​.08alb
Bermann, Sandra
2005 “Introduction.” In Nation, Language, and the Ethics of Translation, ed. by Sandra Bermann, and Michael Wood, 1–10. Princeton: Princeton University Press.
Bida, Alexandre
1878Aucassin et Nicolette. Chantefable du douzième siècle. Traduite par A. Bida. Révision du texte original et préface par Gaston Paris. Paris: Hachette.
Buridant, Claude
1981a “Des braies au pantalon de Tristan. Réflexions sur les traductions marotiques et les traductions modernisantes des textes médiévaux.” Perspectives Médiévales 7: 53–80.
1981b “Réflexions sur deux traductions récentes de la Chanson de Roland.” L’information littéraire 33 (4): 81–136.
Caimi, Annamaria
2006 “Audiovisual Translation and Language Learning: Te Promotion of Intralingual Subtitles.” Jostrans 6. http://​www​.jostrans​.org​/issue06​/art​_caimi​.php
Catford, John C.
(1965) 1978A Linguistic Theory of Translation. Oxford: Oxford University Press.
Chartres, Yves de
1949Correspondance, éditée et traduite par Dom Jean Leclercq. Paris: Société d’édition Les Belles Lettres.
Cohen, Gustave
1954Aucassin et Nicolette. Chantefable du XIIIe siècle. Traduction nouvelle en prose française moderne. Paris: Champion.
Colombo Timelli, Maria
1998 “Syntaxe et technique narrative: titres et attaques de chapitres dans l’Erec bourguignon.” Fifeenth-Century Studies 24: 208–230.
Davis, Kathleen
2014 “Intralingual Translation and the Making of a Language.” In A Companion to Translation Studies, ed. by Sandra Bermann, and Catherine Porter, 586–598. Chichester: Wiley and Sons. https://​doi​.org​/10​.1002​/9781118613504​.ch44
Denton, John
2007 “…Waterlogged Somewhere in Mid-Atlantic. Why American Readers Need Intralingual Translation but Don’t Often Get It.” TTR 20 (2): 243–270. https://​doi​.org​/10​.7202​/018826ar
Deschepper, Catherine
1999Je veux mes amis saluer, par toi, Mort, qui les épouvante: Étude et comparaison des traductions des ‘Vers de la Mort’ d’Hélinand de Froidemont. Bruxelles: Éditions de l’Ambedui.
2003‘Mise en prose’ et ‘translation’, la traduction intralinguale des romans de Chrétien de Troyes en moyen français. PhD diss. Université Catholique de Louvain.
D’hulst, Lieven
1995 “Anthologies of French Medieval Literature (1756–1816): Between Translating and Editing.” In International Anthologies of Literature in Translation, ed. By Harald Kittel, 1–14. Berlin: Erich Schmidt.
Dufournet, Jean
1973Aucassin et Nicolette. Paris: Garnier-Flammarion.
Eskénazi, André
1992 “Comment traduire l’ancien français?Le gré des langues 3:111–140.
Göpferich, Susanne
2007 “Translation Studies and Transfer Studies: A Plea for Widening the Scope of Translation Studies.” In Doubts and Directions in Translation Studies, ed. by Yves Gambier, Miriam Schlesinger, and Radegundis Stolze, 27–40. Amsterdam: John Benjamins. https://​doi​.org​/10​.1075​/btl​.72​.06gop
Goyens, Michèle, and Willy Van Hoecke
2000 “La traduction comme source pour l’étude d’anciens de langue.” Le moyen français 44–45:243–264.
Gottlieb, Henrik
2005 “Multidimensional Translation: Semantics Turned Semiotics.” In Challenges of Multidimensional Translation (Saarbrücken 2–6 May 2005). Proceedings, ed. by Heidrun Gerzymisch-Arbogast, and Sandra Nauert, 33–61. Saarbrücken: MuTra.
Grutman, Rainier
2006 “Refraction and Recognition. Literary Multilingualism in Translation.” Target 18 (1): 17–47. https://​doi​.org​/10​.1075​/target​.18​.1​.03gru
Guiton, Philippe André
ed. 1921Histoire d’Aucassin et de Nicolette. London: Blackie and Son.
Halverson, Sandra
1999 “Conceptual Work and the ‘Translation’ Concept.” Target 11 (1): 1–31. https://​doi​.org​/10​.1075​/target​.11​.1​.02hal
Handelsaltz, Michael
2008 “Te Bible Will Take Care of Itself.” Ha’aretz, September 10.
Hermans, Teo
1996 “Translation’s Other.” An Inaugural Lecture Delivered at University College London. Accessed June 28, 2014. http://​discovery​.ucl​.ac​.uk​/198​/1​/96​_Inaugural​.pdf
Huchon, Mireille
2002Histoire de la langue française. Paris: Le Livre de Poche.
Ilaria
2008 “Intralingual Translation as Part of the Translating Process.” Eel in the air. Accessed April 14, 2014. http://​airy​-eel​.blogspot​.co​.il​/2008​/02​/intralingual​-translation​-as​-part​-of​.html
Jacobi, Iddo
2013Intralingual Translation and Code-Switching in Translation Studies between 2008–2013. Unpublished seminar paper Bar-Ilan University.
Jakobson, Roman
(1959) 2000 “On Linguistic Aspects of Translation.” In Te Translation Studies Reader, ed. by Lawrence Venuti, 113–118. London: Routledge.
Jones, Francis R., and Alan Turner
2004 “Archaisation, Modernisation and Reference in the Translation of Older Texts.” Across Languages and Cultures 5 (2): 159–185. https://​doi​.org​/10​.1556​/Acr​.5​.2004​.2​.2
Karas, Hilla
2007 “Le statut de la traduction dans les éditions bilingues: de l’interprétation au commentaire.” Palimpsestes 20:137–159. https://​doi​.org​/10​.4000​/palimpsestes​.100
2008 “Sameness and Difference in Two Avatars of One Text: Te Analysis of Reeditions.” Helkat Lashon 40: 150–165. [In Hebrew.]
2011b “On the Translator-Philologist.” Helkat Lashon 43: 87–99. [In Hebrew.]
2011aLe statut et le fonctionnement des traductions de l’ancien français en françaismoderne. PhD diss. Tel Aviv University.
2016 “On the (Non?) Reception of Ram Bible.” Hebrew: A Living Language 7: 367–386. [In Hebrew.]
La Curne de Sainte Palaye, Jean Baptiste de
(1752) 1756 “Histoire ou romance d’Aucassin et de Nicolette.” In Les Amours du bon vieux temps. Paris: Duchesne.
1756Projet d’un glossaire françois. Paris: Guerin et Delatour.
Laroche, Julie
2001Analyse des indices d’oralité dans deux fabliaux de Jean Bodel et étude comparée de leurs traductions. Mémoire de licence Université Catholique de Louvain.
Legrand d’Aussy, Jean Baptiste
(1779) 1829 “Aucassin et Nicolette.” Fabliaux et Contes, Fables et romans du XIIe et du XIIIe siècles, vol. 3, 341–373. Paris: Jules Renard.
Livnat, Zohar
2001 “Ulay from Biblical to Modern Hebrew: A Semantic-Textual Approach.” Hebrew Studies: A Journal Devoted to Hebrew Language and Literature 42: 81–104. https://​doi​.org​/10​.1353​/hbr​.2001​.0041
Michaut, Gustave
1901Aucassin et Nicolette. Chante-fable du XIIe siècle mise en français moderne par, avec une préface de Joseph Bédier. Paris: Fontemoing.
Mounin, Georges
1963Les problèmes théoriques de la traduction. Paris: Gallimard.
Netanyahu, Benyamin
2011 “Netanyahu’s Speech at the Prime Minister’s Convention of the Hebrew Language, January 18th, 2011.” Accessed July 6, 2014. http://​www​.pmo​.gov​.il​/MediaCenter​/Speeches​/Pages​/speechsafa180111​.aspx
Orbach, Uri
2008 “Bible, a Difcult Language.” Ynet. Accessed June 19, 2016. http://​www​.ynet​.co​.il​/articles​/0,7340,L​-3583418,00​.html. [In Hebrew.]
Pauphilet, Albert
1932Aucassin et Nicolette. In Les contes du jongleur, 93–172. Paris: Piazza.
Petrilli, Susan
2003 “Translation and Semiosis. Introduction.” In Translation Translation, ed. By Susan Petrilli, 17–37. Amsterdam: Rodopi.
Reiss, Katharina, and Hans J. Vermeer
(1984) 2013Towards a General Theory of Translational Action, translated by Christiane Nord. Manchester: St. Jerome.
Ricœur, Paul
1990Soi-même comme un autre. Paris: Seuil.
Robinson, Douglas
1998 “Intertemporal Translation.” In Routledge Encyclopedia of Translation Studies, ed. by Mona Baker, 114–116. London: Routledge.
Rosch, Eleanor
1975 “Cognitive Representations of Semantic Categories.” Journal of Experimental Psychology: General 104 (3): 192–233. https://​doi​.org​/10​.1037​/0096​-3445​.104​.3​.192
Rosen, Haim
1974 “Halashon Ha’ivrit bat-zemanenu.” Hebrew Encyclopedia 26, ed. by Joshua Prawer, 660–664. Jerusalem: Massada. [In Hebrew.]
Sakai, Naoki
2006 “Translation.” Theory, Culture & Society 23 (2–3): 72–86. https://​doi​.org​/10​.1177​/0263276406063778
2009 “How Do We Count a Language? Translation and Discontinuity.” Translation Studies 2 (1): 71–88. https://​doi​.org​/10​.1080​/14781700802496266
Schwarzwald, Ora
2011 “Biblical and Modern Hebrew: A Comparison.” Ha’Ivrit [formerly: Lešonenu La’am] 58 (4): 203–220. [In Hebrew.]
Steiner, George
(1975) 1998After Babel. Oxford: Oxford University Press.
Tiry, Claude
2000 “Du latin au français moderne via l’ancien français: le cas de la Vie de Sainte Elysabel de Rutebeuf.” Translatio Médiévale, Actes du colloque (Mulhouse, 11–12 mai 2000), ed. by Claudio Galderisi, and Gilbert Salmon, Perspectives médiévales 26 (supplé- ment): 125–142.
Toury, Gideon
1985 “A Rationale for Descriptive Translation Studies.” In Te Manipulation of Literature. Studies in Literary Translation, ed. by Teo Hermans, 16–41. London: Croom Helm.
1995Descriptive Translation Studies and Beyond. Amsterdam: John Benjamins. https://​doi​.org​/10​.1075​/btl​.4
Weissbrod, Rachel
2004 “From Translation to Transfer.” Across Languages and Cultures 5 (1):23–41. https://​doi​.org​/10​.1556​/Acr​.5​.2004​.1​.2
Williams, Edwin B.
1933Aucassin et Nicolette and Four Lais of Marie de France, edited with Introduction, Notes and Vocabulary. New York: Crofs.
Wittgenstein, Ludwig
(1953) 2001Philosophical Investigations. Oxford: Blackwell.
Zethsen, Karen Kornning
2007 “Beyond Translation Proper – Extending the Field of Translation Studies.” TTR 20 (1): 281–308. https://​doi​.org​/10​.7202​/018506ar
2009 “Intralingual Translation: An Attempt at Description.” Meta 54 (4): 795–812. https://​doi​.org​/10​.7202​/038904ar
Zewi, Tamar
2008 “Multilayers in Modern Hebrew Syntax.” Hebrew Studies 49:195–206. https://​doi​.org​/10​.1353​/hbr​.2008​.0033
Zima, Peter V.
2002Deconstruction and Critical Theory, translated by Rainer Emig. London: Continuum.
Zuckermann, Ghil’ad
2006 “A New Vision for Israeli Hebrew.” Journal of Modern Jewish Studies 5 (1): 57–71. https://​doi​.org​/10​.1080​/14725880500511175
2008Israeli – A Beautiful Language. Tel Aviv: Am Oved. [In Hebrew.]
2010 “Do Israelis Understand the Hebrew Bible?The Bible and Critical Theory 6 (1): 6.1–6.7. https://​doi​.org​/10​.2104​/bc100006
Zumthor, Paul
1976 “Introduction aux problèmes de l’archaïsme.” Cahiers de l’Association Internationale des études françaises 19: 11–26.
1980Parler du Moyen Âge. Paris: Minuit.

Address for correspondence

Hilla Karas

Department of Translation and Interpreting Studies, Faculty of Humanities

Bar-Ilan University

Ramat-Gan 5290002

Israel

[email protected]